البعدُ والبين قد خطا قوافينا
واختارنا الحزن كي يرسو بشاطينا
نأوا عن العين لكن في الفؤاد بدوا
ما فارقوا لحظة أو ودعوا حينا
لا نرتضي بسواهم في الهوى بدلا
و لن نغيرَ من أسمائهم فينا
بالأمسِ كم قد رُوِينا مِن محبتهم
و اليومَ أسفارهم بالبعد تروينا
كم تعبقُ الروح من أعطار روعتهم
وكم تفوح مغانيهم رياحينا
فليسقهم من شغاف القلب كل ضحى
نهرٌ من الود عذبا من تصافينا
فللقاء بهم تهفو منازلنا
و نحو أصقاعهم ترنو نواحينا
و سوف تبقى على الميثاق صادقةً
فينا جوانحنا حتى مآقينا
ترقرقُ الدمع حتى يوم طلتهم
كالبدر يغسل في أنواره الطينا
فَهُم كولادةٍ فينا محبتُهم
ونحن مَن حَبّهم حُبّ بنِ زيدونا