يُـغَـطِّـيْـنِـي حَـنِـيْـنُـكِ يَـا بِـلَادِي.
صَـقِـيْعُـكِ غُرْبَةٌ، والدَّمْعُ زَادِي.
وَشِـرْيَانُ المَحَـبَّـةِ نَـبْـضُ صَدْرٍ،
دِمَـاءُ الـحُـبِّ فِـي قَـلْـبٍ تُـنَادِي.
وَعِـيْـنُ الـشُّـوْقِ تَرْقِبُ بِارْتِعَادِ.
أَيَـا وَطَـنـاً يُـدَاوِيْـنِـي غَـرِيْـبــــاً،
وفِـي أَعْـمَـاقِ أَعْـمَـاقِـي بِلادِي.
أَنَا المُـشْـتَاقُ، والمَلْهُوْفُ وَجْدِي،
و ذَاكِـرَةُ الـحَـيَـاةِ نُـهَـى الفُـؤَادِ.
فَـقِـيْـداً عَـانِـقِـيْـنِـي، وَاحْـمِـلِـيْـنِي
صَـغِـيْـراً فُـوقَ مَرْسَـاةِ السَّـوادِ.
فَـيَـصْـهِـلُ مِـنْ أَنِـيْـنِـي أَلْـفُ آهٍ،
وَأَنْـسَـى فُـوقَ مَـسْرَاهَا جِيَادِي.
فَـأَنْـبِــشُ ذِكْـرَيَـاتِـي ذَاتَ وَعْـدٍ،
وَصُـوْرَةُ أُسْـرَتِي نُـورُ البُـعَـادِ.
حَـقَـائِـبُـنَـا عَلَى التُّـرْحَالِ تُدْمِي،
وَتَـغْـتَـابُ الرَّسَـائِـلَ وَالمُنَـادِي.
سَـتَـحْـمِـلُـنَـا البِحَارُ عَلَى هَـوَانٍ،
و أَمْــوَاجُ الـبَـقَـاءِ مِـنَ الـعِـنَـادِ.
تُـطُـوِّحُـنَـا الـلِـيَـالِـي دُوْنَ رِفْـقٍ،
وَيَـبْـصِـمُ فِي مُـنَـاجَاتِي وِدَادِي.
يَطُـوفُ اللِـيْلُ فِي أَهْـدَابِ عِيْنِي،
تَـنَـامِـيْـنَ العُيُوْنَ عَلَى الـسَّـوَادِ.
أُحِـبُّـكِ كُــــــلَّ ثَـانِـيَـةٍ حَـزيْـنـاً،
صَـدَى الأَوْطَـانِ أَفْكَارُ الرَّشَادِ.
بِـلَادِي وَالكَـلَامُ هَـزَارُ حِـــــسٍّ،
يَطُوفُ عَلَى البَرَارِي وَالحَصَادِ.
وَيُـدْمِـي فِـي الغِـيَـابِ بِـلا حِدَادِ.
يُـطُـوِّقُـنَـا الحَـنِـيْـنُ وَنَحْـنُ نَـثْرٌ،
تَـنَـاثَـرَ بِـيْـنَ ذَاكِـــــرَةِ الـرُّقَــادِ.

أحمد عبد الرحمن جنيدو