إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ |
|
وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا |
|
وتمتصُّ أهدابي انحناءاتِ ريشةٍ |
|
نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى |
|
عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي |
|
بشكواكِ .. مَنْ مثلي .. يشارككِ الشكوى ؟ |
|
لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ |
|
كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى |
|
وما كان يأتي الصبرُ .. لولا صحائفٌ |
|
تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى |
|
أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ |
|
تطايَرُ كالنجماتِ أحرُفها النشوى |
|
أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً |
|
تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى |
|
تغلغلت في بال الحروف مشاتلاً |
|
وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا |
|
رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي |
|
مساكبَ وردٍ تنشر الخيرَ والصحوا |
|
زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً |
|
وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا.. |
|
إليَّ أكتبي .. إما وُجدتِ وحيدةً |
|
تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى |
|
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي |
|
تتخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا |
|
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ |
|
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟ |
|
ثِقي بالشَذَا يجري بشِعْرِكِ أَنْهُرَاً |
|
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى |
|
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً |
|
ليجعلها في الناس .. أقصوصةً تُروى |
|
فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي – |
|
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى |
